لا لربط سلاح حزب الله بخواتيم الاتفاق النووي!

ترجمة “هنا لبنان”
كتب Hussain Abdul-Hussain لـ”This is beirut“:
إن شيعة لبنان الموالين للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى للتمحّص في عددٍ من الأسئلة، لعل أهمّها: ما الجدوى من مقاطعة المنتجات الأميركية بينما خامنئي نفسه يدعو الأميركيين للاستثمار في إيران ويعد واشنطن بعقود تصل إلى 4 مليارات دولار؟ لماذا يحتمي هؤلاء الشيعة بخيام نُصبت على أطلال بيوتهم المدمّرة ويجدون أنفسهم مجبرين على رفض التخلي عن سلاح حزب الله مقابل أموال إعادة الإعمار؟ لماذا لا يتأخر خامنئي عن تقديم التنازلات في برنامجه النووي بينما يتشبّث الحزب بالقتال على شريط حدودي بلا فائدة على الحدود المتنازع عليها مع إسرائيل؟
تدور كل هذه التساؤلات في فلك إجابة واحدة: مواظبة إيران الإسلاميةمنذ عام 1979 على استثمار شيعة الدول العربية وقودًا لمحرقة إنما أشعلتها لتستمر في ابتزاز العالم. وها هي تُفاوض على إخمادها مقابل أثمان باهظة، ثم تعيد إشعالها متى اقتضت الحاجة.
أما آن الأوان ليستفيق شيعة لبنان الموالين لإيران؟ استفيقوا! فلا أساس واقعي لأي “جمهورية إسلامية شيعية عالمية” ولا لتحرير فلسطين ولا لأي خلاص قريب. تلك هي الحقيقة التي تشيحون بنظركم عنها. كلّ دولة تصارع من اجل حماية مصالحها، وقد حان الوقت ليدرك الشيعة أنّ المال والسلاح الإيرانييْن ليسا أكثر من مكاسب قصيرة الأمد يدفعون مقابلها النفيس من المال والبشر.
لا شيء… لا شيء على الإطلاق يبرر بأي شكل من الأشكال مقتل أكثر من 5 آلاف من خيرة شباب الشيعة في الحرب التي بدأها حزب الله مع إسرائيل. القدس ليست لبنانية وطريقها لا يمكن أن تعبّد بدماء الشيعة اللبنانيين. لقد دقّت ساعة الاستفاقة وعلى الصوت الشيعي أن يصرخ: “هيهاااات… كفانا!”
إنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، أعلى مسؤول شيعي في الدولة، مدعو لوضع الشعبوية جانبًا ومصارحة الشيعة بما يخدم مصالحهم، لا بما يطرب آذان الموالين لإيران. ولا يخفى على أحد أن مصلحة لبنان ككل ومصلحة الشيعة اللبنانيين تقتضي فصلهم عن إيران. لا بدّ أن يتوقف الشيعة الموالون لطهران عن لعب دور “الطابور الخامس”وأن يغلّبوا الولاء للبنان على أي حسابات أخرى، لأن مصلحة وطنهم مرادف لمصلحتهم.
هذه الدعوة لا تقتصر على الشيعة وحدهم بل تنسحب على رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نوّاف سلام ولو أنهما من طائفتين مختلفتين. لا بدّ من التعامل مع الشيعة اللبنانيين كمواطنين لبنانيين، لا ككيان مستقل والمسارعة لدعوة حزب الله لتسليم سلاحه ووضع المهل النهائية لذلك. وإلّا يتوجب على الدولة تعبئة الجيش والشعب لنزع سلاحه بالقوة إن لزم الأمر. وإذا كان بعض الشيعة الموالين لإيران يهوون الانتحار السياسي والعسكري بين الحين والآخر، فلا بدّ من قطع الطريق أمامهم تحت وطأة جرّ لبنان إلى الهاوية مجدّدًا ومرارًا وإلى ما لا نهاية…
في ظل الاتصالات الجارية على الساحة الدولية، قد نسمع أم لا بصفقة بين إيران وواشنطن. وحتى الآن، يتخذ كل من عون وسلام موقف المتفرج. فإن حصل اتفاق، سيتجنّبان مواجهة حزب الله، وإن لم يحصل ووقعت المواجهة، سيصعّدان الضغط لنزع سلاح الحزب.
وبغض النظر عن خواتيم المفاوضات، بيروت مدعوة للتحرك من أجل نزع سلاح حزب الله، سواء تم التوصل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران أم لا. عون وسلام يحملان مفاتيح إنقاذ لبنان من كارثة إقليمية من خلال تحييد الميليشيا. وإن فشلا… على إعادة الإعمار والإصلاح، السلام!
وبالعودة إلى الشيعة الموالين لإيران، تحتّم علينا ضمائرنا دعوتهم لإعادة النظر في المغالطات التي يروّجون لها ليلًا ونهارًا. فقد دُحضت حجة السلاح الذي يحمي… ولم توفّر المواجهة الأخيرة للحزب مع إسرائيل إلّا أقلية قليلة وتسببت له بخسائر ساحقة، فقتل نصر الله والعشرات من قادة الحزب ودمّرت معاقله ووضعت إسرائيل يدها على خمس تلال استراتيجية.
لقد سقطت حجّة التمسك بالسلاح دفاعًا عن لبنان… فما جلب هذا السلاح على لبنان إلّا الدمار والموت… وهذا ما طال الشيعة تحديدًا.
لطالما سخر حسن نصرالله من مقولة إنّ “قوة لبنان تكمن في ضعفه”، وأصرّ على أن قوة حزب الله هي الدرع وهي التي أرست الردع. فماذا عن نصر الله اليوم؟ وماذا عن نظريته حول قوة لبنان؟ لقد دُفن نصر الله، ومعه لا بد من دفن الأفكار الخاطئة التي بالغت في تقدير قوة حزب الله والدولة التي ادّعى خدمتها.
إنّ قوة لبنان تكمن بالفعل في ضعفه وفي تحييده عن الصراعات الإقليمية… وكلّما أدرك عون وسلام هذه الحقيقة وسارعا للعمل على نزع سلاح حزب الله… كلما كبر درع لبنان وزاد أمنًا وأمانًا.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|